[(يعني لازم كل مرة تجيبيني المشوار ده عشان افتح ليكي الباب؟؟ انا كم مرة قلت ليكي بابنا ده فاتح على طول ومافي داعي تخبطي وبعدين انتي ما غريبة وزولة بيت))
((وانا قلت ليك الف مرة مابعرف ادخل بيت زول من غير ما ادق الباب ))
دار هذا الحوار وهدى متجهة نحو الباب مخاطبة صديقتها العزيزة امنية التي اتت بعد ان نادتها هدى بالحيطة (يا منو الفحي توبك سريع وتعالي عندي ليك شمار حار) وردت امنية (خلاص اقيفي لي في الباب عشان ما اقعد اخبط كتير).
تبادلتا السلام سريعا ودخلتا الغرفة مسرعتان
امنية: (اها احكي سرعه شوقتيني)
هدى: ( اممممم طبعا جاني عريس) وقبل ان تتم جملتها صاحت امنية : (صحييييي؟؟ مبروك الف الف مبروك)
هدى: ( هي كدي قولي بسم الله انا لسه ما وافقت وبعدين ما سالتيني هو منو وبتعرفيه من وين)
امنية: ( اها خلاص سكتٌ يلا احكي سرعه سرعه)
هدى: ( طبعا هو محسي ومغترب في السعودية ببقى لي ناس عشة جارتنا, وخال ايمان) قاطعتها امنية (عشة النضامة ديك مووش؟؟ ووب علي منها واي شي يجي من طرفها مااااااابطمن وايمان دي منو ما عرفتها؟؟) جاوبتها هدى (ايمان ياخي البتقرا مع اختك في المدرسه ) فردت امنية (اهاااااا طيب كملي)
واصلت هدى سرد القصة (وطبعا هو ماشافني وهسه لازم اتصور صور حلوووة كده عشان ارسلها ليه)
(اكيد طبعا _ انتي عارفه احسن نمشي استديو ناس عماد والله تصويرهم حلو شديد اساليني انا _ اها ماقلتي لي العريس سمح ولا شين؟؟ وشغال شنو في السعوديه؟؟ ومروق ولا لأ؟؟)
جاوبتها هدى وهي تنظر لنفسها في المرآة نظرة إعجاب (لسه ما شفتو قالو حيجيبو لي صوره اشوفها_ هو شغال مهندس وقالو مرطب شديد)
(يا بت يا امنية تعالي ختي الغداء لي ابوك سريع) قاطعتهما والدة امنية وهي تنادي لابنتها بالحيطة فردت امنية وهي تعدل ثوبها (آآآآآآآآي جاية يا امي خلاص _ امي دي اصلو مابتخلي الزول يتم ونستو _ يلا يا فرده الموضوع ده داير ليه قعده طويلة بجيك بعد المغرب تاني وذاتو عشان نشوف حتمشي تتصوري متين الف مبروك وربنا تم ليك على خير يارب وعقبالي) قالت امنية هذا وهي تودع صديقتها وهما متجهتان نحو الباب.
كانت هدى وجهاد صديقتان في السنة الرابعه في الجامعه وتدرس كل منهما تخصصا مختلفا حيث ان امنية دراستها 5 سنوات وهدى 4 سنوات , كانتا تمضيا الكثير من الوقت معا فما ان تأتيا من الجامعه حتى تجتمعان في بيت احداهما وتبدآن الثرثرة (والشمارات).
مرت الايام وكان موضوع العريس الشغل الشاغل لهدى وامنية ولاتتحدثان في غير هذا الموضوع , حيث ارسلت هدى صورتها له وارسل العريس صورته _ كان في بداية العقد الثلاثين قصيرا بعض الشيء اسمر اللون تظهر على محياه (روقة السعودية والاغتراب) وكان اسمه خالد.
تبادلت هدى وخالد ارقام التلفونات واصبحا يتحدثان يوميا لساعات طويلة حتى بدأت امنية تحس بالغيرة منه خصوصا عندما تفكر ان صديقتها ستسافر بعيدا عنها عندما تتزوج.
اصبح خالد يرسل لها الهدايا ووعدها بأن تتم مراسم الزواج فور تخرجها من الجامعه وبدأت امنية تجهز نفسها للعرس خصوصا وانها في اخر شهرين لها في الجامعه.
______________________
في وقت متأخر من عصر ذلك اليوم كانت هدى وامنية تتسامران في الغرفة
امنية: انتي يا هدٌو دايما حاول خُتٌي ليه العذر يعني احتمال يكون مشغول ولا مُفلس ولا عيان والغايب حُجتو معاهو
هدى: ما للدرجة دي يا منُو يعني ده الاسبوع التاني وهو ماضرب لي وبضرب ليه ومابرد معقولة يكون مشغول للدرجة دي؟؟ ولا حتى رساله يقول فيها الحاصل شنو؟؟ وبعدين هو اصلا في الفترة الاخيرة دي بقى بتاع حركات ومتغير مني ماعارفه ليه
امنية وهي تهم بالذهاب الى منزلها : يازولة البحصل كلو لي خير انتي كدي اصبري لما يضرب ونشوف الحاصل شنو انا ماشة اقرا لانو عندي تست بكره ادعي لي
هدى: بالتوفيق ياعسل والله انا معذباك معاي ربنا يخليك لي
امنية وهي تعانق هدى بقوة: يغسي عليك ماتقولي كده انتي عارفه انا بحبك اكتر من اخواتي هههههههه
هدى: تسلمي يارب يلا مع السلامه
امنية: مع السلامه
______________________
بعد مرور اسبوعين رنٌ هاتف هدى وهي نائمة استيقظت بعد عدة رنات لتجد ان المتصل خالد
ردت على هاتفها وبدت عليها الفرحة وفي نفس الوقت المفاجأة والاستغراب بعد ان كانت قد فقدت الامل في اتصاله مجددا
هدى: اخيرا اتذكرتني؟؟؟
خالد: طيب قولي السلام عليكم اول
هدى: اهلا يا خالد
خالد: بصراحه والله يا هدى انا ماعارف اقول ليك شنو؟؟
هدى: بس لكن انا عارفه حاقول ليك شنو _ انت ليه بقيت بتعاملني كده؟؟ يعني عشان عرفت اني حبيتك بقيت تقسى علي؟؟
خالد: ماكده والله يا هدى بس....
هدى: بس شنو؟؟
خالد: طبعا يا هدى انتي زولة جميلة ومثقفة ومافيكي عيب واي زول بتمناكي بس زي ما انتي عارفه كل شي قسمه ونصيب
كاد الهاتف ان يقع من يدها وهي لاتتمالك نفسها من هول ما سمعته , ردت بصوت خافت
قصدك شنو يا خالد ما فهمت؟؟
خالد: انا بتمنى ليك كل الخير والسعاده وتلقي ولد الحلال البسعدك ويهنيك لاني ما حأقدر استمر معاكي
اقفلت هدى الخط مسرعة فهي لم تستطع سماع المزيد من الكلام الجارح من خالد
كانت كل ما تفكر فيه هو كيف استطاع خالد ان يفعل بها هذا بعد ان احبته وتعلقت به بعد كل الكلام المعسول الذي سمعته منه هل كان يخدعها؟؟
كيف استطاع ان يفعل بها هذا بعد ان قطعت كل علاقاتها مع اصدقائها من الشباب حسب رغبته , كانت لاتخرج من البيت الا باذنه , حتى صديقاتها كان يمنعها من الخروج معهن خارج الجامعه الا امنية وهذا فقط لانه كان يعلم جيدا كم تعني بالنسبه لهدى
اسرعت هدى في الاتصال بامنية ولكنها ادركت ان الوقت بعد منتصف الليل فارسلت لها رساله تفيدها بان تأتيها في الصباح الباكر لأمر ضروري جدا
وبالكاد نامت تلك الليلة ودموعها تبلل خديها
______________________
في الصباح الباكر
( صباح الخير ياخالتو هدى صحت ولا لسه؟؟) امنية مخاطبة والدة هدى
(صباح النور يا بتي هدى صحت من بدري الليلة وقاعده في اوضتها اتفضلي _ هسه سبقناك بالشاي شربتي ولا اجيب ليكي؟؟)
(اي عليك الله ياخالتو جيبي لي انا وهدى ومعاهو من البسكويت الانتي عاملاه , صحيت من الصباح جعانه ) ردت امنية وهي متجهة نحو غرفة هدى حيث وجدتها حزينة وعيونها منتفخه من البكاء
امنية (سجمي مالك يا هدُو الحاصل شنو؟؟؟ والله مما لقيت رسالتك الصباح لبست طوالي وجيت حتى الشاي ماشربتو _ خير الحصل شنو؟؟)
هدى وهي تذرف الدموع _ماشفتي يا منو الحصل شنو)
وشرعت تسرد تفاصيل ماحدث بالامس وامنية تتابعها باهتمام وتعابير الدهشه بادية عليها
(ما تزعلي نفس يا هدُو والله بجيك الاحسن منو وتمشي باتة تجي جزمة بي رباطها وكلو لي خير والله)
(انا المزعلني اكتر طريقتو الاتصرف بيها لكن على قولك كلو لي خير _ يلا قومي امشي جامعتك ما اعطلك وتعالي لي بعدين انا الليلة ماحاقدر امشي الجامعه)
ردت امنية وكانت تخلع حذائها وطرحتها (جامعة شنو كمان؟؟ انتي اهم من اي جامعه وانا الليلة حاقعد معاكي)
(تسلمي لي يا اغلى صحبه في الدنيا)
وتعانقتا بشدة
_________________________
بعد مرور اسبوع ولم يكن جرح هدى قد التئم بعد مما فعله بها خالد رنٌ هاتفها برقم من خارج السودان وكانت قد محت رقم خالد من هاتفها
ردت على هاتفها وهي تستبعد ان يكون المتصل هو
هدى: الو
خالد: اذيك يا هدى
هدى: خالد؟؟؟؟؟ اهلا _ عاوز شنو؟؟ ليك عين تضرب لي بعد العملتو؟؟ انا مسحت رقمك لو كنت عارفاك ده انت ما كان رديت
خالد: انا ضارب عشان عندي حاجات عندك وعاوزها
هدى: حاجات.؟؟ حاجات شنو كمان؟؟؟
خالد:اي حاجات _ لو سمحتي رسلي لي كل الهدايا الجبتها ليكي
لم تتمالك هدى نفسها من هول الصدمة _ لم تتخيل ان تصل به الدرجة لهذه المرحله من الحقارة والوضاعة فردت بحنق وغضب
حاجاتك حتصلك في اقرب وقت _ واسرعت لتقفل الخط بوجهه محاولة استيعاب ما حدث للتو
في الاسابيع التالية لما حدث وبعد ان ارجعت هدى لخالد كل هداياه عن طريق زوج اختها الموجود بالسعودية ,و كانت قد اوصت صاحب الاستوديو بدبلجة صورهما معا فقامت بتمزيق كل الصور وفصل صورها عن صوره .
كانت تحاول جاهده ان تنسى جرح خالد لها وان تركز على دراستها وكانت امنية تزورها كل يوم اكثر من مرة لتساعدها على تجاوز هذه المحنه لمعرفتها بشخصية هدى, فهي انسانة رومانسية جدا وليس لديها تجارب كثيرة في الحياة وليس من السهل ان تتحمل صدمة كهذه.
وفي احد الايام رنٌ الهاتف مرة اخرى وفي هذه المرة عرفت هدى الرقم جيدا ولم ترد عليه, لقد كان المتصل خالد وعاود الاتصال عدة مرات ولكن ما من مجيب
كانت هدى في كل مرة يرن فيها الهاتف تتساءل في نفسها عن سبب هذا الاتصال وتهم بالرد على الهاتف ولكنها تتراجع في آخر لحظه , ولكنها اخيرا قررت الرد
هدى: انت عاوز شنو تاني ؟؟ حاجاتك ووصلتك _ كفاية حرام عليك انا كرهت الرجال بي سببك
خالد: اسمعي هنا_ اختي حتجيكم بعدين العصر اديها كل صوري العندك وصورنا العاملاهم سوا اقطعي منها صوري واديهم ليها عشان في عروس عاوزين يدوها صوري تشوفهم والعرس حيكون قريب _عقبالك
واقفل الخط في وجهها دون ان ينتظر منها ردا
كانت القشة التي قصمت ظهر البعير بالنسبة لهدى
لم تستطع احتمال كل ما حدث لها , كانت تفكر في انها لم تقترف اي ذنب لتستحق ما حدث لها
مرت الاسابيع والشهور وكان خالد الجرح الذي غيٌر هدى وحياتها
اصبحت لاتتحدث الى الرجال , لاتثق فيهم وترفض كل عريس يتقدم لخطبتها
وكل من يحاول اقناعها بالزواج ترمقه بنظرة بائسه وترد:
( ياضامن الرجال ياضامن الموية في الغربال)
واحنا حكينا اقصه دى لييييي عشان نعرف طبع الرجال ههههه وسلامات ياناس وبالجد وحشتونى
ولكم خاص ودى
كسره صغيرونه القصه دى واقعيه هههه
وكسره اصغر تانى (اصابيع اليد ما واحدا)